يستقر مفهوم "العنف" في الوجدان العربي والمسلم بأنه الشّدّة، والقسوة، ومجانبة الرفق في القول والعمل، وعلى تلك الخلفية الثقافية، يستنكره كل عاقل، ويرفضه شكلاً وموضوعاً، خاصة إذا كان موجهاً نحو المرأة، ذلك المخلوق الرقيق الذي أوصى به رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم حين قال: "رويدك بالقوارير".
ولكن في المواثيق الدولية، يحمل مصطلح «العنف» ومشتقاته مضامين أخرى غير التي تتبادر إلى عقولنا، فتارة يعتبر نظام الإرث في الإسلام عنفاً ضد المرأة، وتارة أخرى يعد تعدد الزوجات العنف بعينه.
وعاماً بعد عام.. تضيف وثائق الأمم المتحدة مضامين وتطبيقات جديدة لهذا المصطلح، حتى أصبح إنفاق الرجل على أسرته، واختصاص المرأة برعاية بيتها وأبنائها، وعمل الفتاة في بيت أهلها، ومهر العروس، وولاية الرجل على ابنته عند زواجها.. عنفاً ضد المرأة يجب منعه والقضاء عليه.
وفي هذا التقرير سنسلط الضوء على "مصطلح العنف ضد المرأة" من المنظور الدولي لحقوق الإنسان، وما يمثله من مخاطر على كيان الأسرة، بل وعلى المجتمع البشري.
